دعيني أحدثك حديثاً تعرفينه كثيراً وترين مظاهره دوماً ؛ خصوصاً في مجالس النساء ، الأمر الذي نكّد على كثير من الأزواج حالهم وعشرتهم مع زوجاتهم ، ولأهميته كتبت لكِ هذه الهمسة لتنظري في أمركِ وتستدركي أخطاءكِ والاعتراف بالذنب فضيلة والعزم على التصحيح سجية العقلاء . ألا ترين النساء في مجالسهن ومناسباتهن خصوصاً الأفراح منها في قمة زينتهن وجمالهن ورونقهن ؟ فهذه قد لبست الثوب الجميل ، وأخرى رتبت وسرحت شعرها القصير أو الطويل ، وثالثة لم تُخفِ رائحة عطرها الأصيل !! يا الله ما هذا ؟ أكل هذا لنساء مثلها ؟ ولمن يبعثر وينشر هذا الجمال فتستلذ به أعين المحارم والأجنبيات على حد سواء؟ لم هذا اللهث خلف الثناء والمديح ؟ وليته يخرج صادقاً لهان الخطب بل الحال لا يعدو أن يكون تجمُّلاً بالمظاهر فحسب وأما صدق المشاعر فقليل بل أقل من القليل ؛ فربما تثني عليها إحداهن ومن خلف ظهرها تغتابها وتنال منها بين أخواتها من بني جنسها وتصبح الواحدة منهن وجبة دسمة للقيل والقال حتى ولو جملت نفسها بأبهى الحلل وطيبت نفسها بأطيب الطيب فيصدق فيها حينئذ قول شوقي :