﴿ لاَ تحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴿16 ﴾ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴿17 ﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿18 ﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾[القيامة: 16، 17]، فانظر إلى قوله ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾
ان علينا جمعه لك وحفظه فى صدرك يا محمد صلى الله عليه وسلم بعد ان يفصم عنك الوحى وذلك لما كان يحرك لسانه به حتى لا يفوته منه شىء وهذا من حرص رسولنا -صلى الله عليه وسلم- على هذه الأمانة العظيمة.
2- حكم هذا النوع فرض عين وفرض كفاية:
فرض عين على كل مكلف وهو ما لا تتم الصلاة الا به واقله حفظ سورة الفاتحة للعربى والعجمى ( لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب (
فرض كفائى على الامة حفظ القرآن الكريم كاملا اذ لا يكفى حفظه كتابة فقط لانه يؤخذ بالتلقى
3- فضل هذا النوع:
قال الله جل وعلا في سورة العنكبوت ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴾[العنكبوت: 49].
قال العلماء: هذا فيه شرف حفظ القرآن حيث سمى الله الحفاظ ووصفهم بأنهم من أهل فمن حاز هذا الشرف الكبير كان بشهادة من الله انه من اهل العلم.
ومن احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
1-(خيركم من تعلم القرآن وعلمه)
2-(والماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة )
3-(لأن يخرج أحدكم فيتعلم أو يعلم آيتين خير له من ناقتين كوماوين وثلاثة خير له ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل)
4-(من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول "الم" حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )
كل هذا من الترغيب والحث وتبليغ الأمة أهمية العناية بكتاب الله
سبحانه وتعالى.
ومن المعلوم ان الاحفظ هو الذى يقدم للامامة وكذا حتى الشهيدين لو قبرا معا كان يقدمون الاحفظ
إذا أراد أن يجهز صلى الله عليه وسلم سرية أمَّرَ عليهم أكثرهم حفظا
وجعله مهرا للزواج (زوجتكها بما معك من القرآن ) يعني على أن يعلمها مما معه من القرآن.
ويكفى من ذلك هذا الحديث
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ خَرَجَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِفَقَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَىالْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَاقَطْعِ رَحِمٍ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ قَالَ أَفَلَا يَغْدُوأَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْثَلَاثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْالْإِبِلِ - -
رواه مسلم 1336
يرد هنا اشكال انه روى عن انس انه لم يجمع القران سوى اربعة من الصحابة وقد ذكر ذلك فى روايتين :