السنة النبوية مكملة وموضحه ومبينه ومفسره للقرآن الكريم
جاء في صحيح مسلم 2286 حدثنا إسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس قال ابن خشرم أخبرنا عيسى عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقولا (رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ). وجاء في صحيح البخاري 595 عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)، فمن خلال سنة الرسول عليه الصلاة والسلام نستطيع أن نعرف كيف نصلي، وكم صلاة نصلي في اليوم والليلة، والأحوال التي تجب فيها الزكاة، وما هو نصابها، وما القدر الواجب إخراجها منها، وكيف نحج ونعتمر، وكم مرة نطوف بالكعبة، وكم مرة نسعى بين الصفا والمروة، وأحكام أخرى كثيرة لم يرد تفصيلها في القرآن، وإنما ذكرها القرآن مجملة، وبيَّنَها الرسول صلى الله عليه وسلم بسنته. فعلينا أن نتبع الكتاب وعلينا أن نتبع الرسول، واتباع أحدهما هو اتباع الآخر، فإن الرسول بلَّغ الكتاب، والكتاب أمر بطاعة الرسول، ولا يختلف الكتاب والرسول ألبتة والأحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في وجوب اتباع الكتاب، وفى وجوب اتباع سنته كقوله : (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أَمرت به أو نَهيت عنه، فيقول: بيننا وبينكم هذا القرآن، فما وجدنا فيه من حلال حلّلناه، وما وجدنا فيه من حرام حرَّمناه، ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا وإنه مثل القرآن أو أعظم)، هذا الحديث في السنن والمسانيد مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم من عدة جهات من حديث أبي ثعلبة وأبى رافع وأبي هريرة وغيرهم. وفى صحيح مسلم عنه من حديث جابر أنه قال في خطبة الوداع : (وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب الله تعالى) (وللحاكم : (كتاب الله وسنتي) صححه الألباني في صحيح الجامع 2937)، وفى الصحيح عن عبد الله بن أبي أوفى أنه قيل له: (هل أوصى رسول الله؟ قال: لا. قيل: فكيف كُتب على الناس الوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله). رواه مسلم(1634). وسنة رسول الله تفسر القرآن كما فسرت أعداد الصلوات وقدر القراءة فيها والجهر والمخافتة وكما فسرت فرائض الزكاة ونصبها وكما فسرت المناسك وقدر الطواف بالبيت والسعي ورمي الجمار ونحو ذلك. فمنزلة السنة من الكتاب خمسة:تخصيص عامّه ب- تقييد مطلقه ج- بيان مجمله د- إلحاق فرع من الأحكام بأصل له من القرآن هـ- تشريع جديد لم يذكر في القرآن.