موقف الإسلام من التبرج والإختلاط والخلوة:إنّ موقف الإسلام واضح من هذه الجاهليات وهو موقف فطري ومعقول، بل ومقبول لدى الأذواق السليمة، والإسلام يشدد الإنكار على هذه الجاهليات ولا سيما جاهلية الخلوة إذ يقول رسول الهدى عليه الصلاة والسلام: «ألا لا يخلونّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان»، «لا يخلونّ أحد بامرأة إلا مع ذي محرم». هكذا يقول رسول الإسلام أيها المسلمون، وفي النهي عن جاهلية التبرج يقول الله تعالى: ?وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى? (الأحزاب:33) ويقول مخاطباً لنبيه وخليله محمد عليه الصلاة والسلام:
هكذا يأمر الإسلام المرأة المسلمة ابتداء من أمهات المؤمنين الطاهرات إلى يوم الناس هذا، بل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يأمرها بالحشمة والحياء وعدم الاختلاط لأن الحياء شعبة من الإيمان، وينهى عن هذه الجاهليات، ويشدد الإنكار عليها لأنها ذرائع للفساد الخلقي الذي إذا أصيبت به المجتمعات ضاعت وذهبت، ولقد صدق الشاعر حيث يقول:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
المصدر :
نظـام الأسـرة في الإسـلام
إعداد الشيخ العلاّمة:
محمد أمان بن علي الجامي
(رحمة الله عليه)
عميد كلية الحديث بالجامعة الإسلامية سابقاً